Parenting - Advice - Financial Support Parenting - Advice - Financial Support

الدعم المادي

تربية الرضيع

لقد قرأنا جميعًا المقالات التي تدور حول صعوبة تربية طفل من الناحية المادية، بداية من ميلاده ووصولًا إلى مرحلة البلوغ، ولكن إلى أي مدى نؤمن بمصداقية هذه الأرقام؟ توجد أمامنا الكثير من الخيارات التي قد نقوم بها لتقليل تلك التكلفة؛ فمثلًا، يمكنك تسجيل طفلك في التعليم الحكومي وليس الخاص، حيث أن هناك فرق كبير بينهما من حيث التكلفة.

هل ستجعلين طفلك يحضر دروس تعليم الباليه أو الغناء أو البيانو أو الرجبي أو كرة القدم أو التنس كاملةً؟ أم سيكتفي باللعب في الفناء الخلفي وبالتجول مع الأصدقاء؟ هل سيحتاج طفلك إلى دعامات حماية؟ هل ستقضين العطلة في الحديقة المحلية أم ستخططين للذهاب إلى الشاطئ؟

وهناك الكثير من البدائل التي لا تعد ولا تحصى، ولو فكرنا في القدرة على إنجاب الأطفال من زاوية التكلفة فقط وأننا لا يمكننا تحملها فسنصاب جميعًا بالاكتئاب ولن نفكر في إنجاب أي أطفال في المستقبل.

فنحن جميعًا بصفتنا سيدات، لدينا الكثير من الموارد وبإمكاننا تربية أطفالنا بنجاح وبأي قدر متاح من الموارد، وإذا فكرنا بواقعية سنجد أن الأطفال ليس من اللازم لهم تعلم اليوغا والموسيقى والجاز منذ نعومة أظفارهم، فمعظمنا لم يتعلم ذلك حتى الآن ولم نصاب بأي مكروه!

وكل ما أخذناه من الحياة هو أساسيات المعيشة في المكان الذي نعيش فيه وهي: المسكن والغذاء والماء والصحة الجيدة والتعليم ومجموعة لا بأس بها من القيم؛ والأهم من ذلك كله، الشعور بالأمان والحب وبالأهمية في هذه الحياة. ونستطيع أن نؤكد لكِ بما لا يدع مجالًا للشك أنكِ لن تدركي معنى نكران الذات والتضحية الذي كان عليه والداكِ حتى تصبحي أماً شأنك في هذا شأن معظم الأطفال والمراهقين، وبناءً عليه، إذا أردتِ أن تكوني شابة بالغة متوازنة وجميلة وخدومة وسعيدة في حياتك، فعليكِ أن تضحي من أجل تربية طفلك، ويمكنك أن تسمي التضحية المذكورة ""التكاليف"" التي يحتاجها طفلك في تربيته.

ونذكر لكِ فيما يلي عدد قليل من ""التكاليف والتضحيات"" التي تبذلينها في هذا المقام:

• فقدانك لهويتك الشخصية السابقة.

• قلة ساعات نومك.

• تغير علاقتك مع شريك حياتك.

• عدم القدرة على العمل بنفس الأداء بوظيفتك بالسهولة المتوفرة حاليًا.

• أن تكوني متواجدة له طوال الوقت (عندما ينادي عليك).

• عدم الذهاب إلى المرحاض ولا الاستحمام بمفردك.

• ظهور علامات التمدد واختلاف شكل الجسم قليلًا.

• عدم شراء ملابس جديدة لنفسك لأن أطفالك يحتاجون إلى ذلك أكثر منك.

• والأدهى من ذلك كله، ترك آخر قطعة من كعكة الشوكولاتة ليأكلها أطفالك.

لا نزعم بذلك أن الأم تكره هذه ""التكاليف""، ولكنها في الحقيقة بمثابة التضحيات التي تقوم بها الأمهات عندما يتولين دور الأمومة، وهو ما ينطبق علينا جميعًا.

الهوية الشخصية

جميعنا يكاد لا يذكر حياته قبل إنجاب الأطفال أو على الأقل نعتقد ذلك، فهم في الواقع يستهلكون كل تفكيرك لدرجة أنك تنسين بسهولة أنك كنت شخصًا آخر في زمان ووقت آخرين، وتتغير هويتك عندما تنجبين طفلًا، شئت أم أبيتِ، وفجأة ستجدين نفسك قد أصبحت أمًا ولم تعودي بمفردك أو أنت وشريكك فقط، ولا يقف الأمر عند مرحلة الرضاعة، بل يستمر طوال الحياة، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للتكيف مع هذه الشخصية الجديدة إلا أنها ستتغير بمرور الزمن كلما تقدم أطفالك في مختلف المراحل العمرية.

ونادرًا ما تمر عليك لحظات تتذكرين فيها يوم أن كنت صغيرة، وذلك حينما تتوفر لكِ الفرصة للاختلاء بنفسك بدون أطفالك (وذلك إذا كنت محظوظة ووجدتِ من يوفر لكِ هذه الفرصة ممن حولك)، وربما لا تجدي فرصة الاختلاء بنفسك أبدًا إلا عندما يصل أطفالك إلى سن الروضة أو الحضانة، وأما إذا كنت أمًا عاملة فستجدين أن الوقت المخصص لنفسك أصبح أقل بكثير، وقد تمنح لك أوقات العمل فرصة لتذكر حياتك القديمة، كماتتولى بعض الأمهات أو الصديقات مساعدة بعضهن في الحصول على بعض الوقت ليقضينه بمفردهن أو مع شريكهن، فإذا توفرت لك هذه الفرصة فاغتنميها في الذهاب مع شريكك إلى صالة الألعاب الرياضية أو لمشاهدة فيلم بمفردك، وأيًا كان الأمر فعليك أن تخصصي وقتًا لنفسك، إذ أن سعادة أولادك من سعادتك وكلما كنت سعيدة كلما زادت سعادة أولادك.

EmptyView